السبت، 21 يوليو 2012

جنازة عمر سليمان

جنازة عمر سليمان 
شيع الآلاف من أنصار اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات العامة السابق جثمانه، من مسجد آل رشدان بمدينة نصر بعد صلاة عصر أمس فى جنازة عسكرية بحضور المشير حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة ونائب رئيس المجلس الأعلى والدكتور كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء مراد موافى رئيس جهاز المخابرات العامة والدكتور عبد القوى خليفة محافظ القاهرة، والدكتور على صبرى وزير الإنتاج الحربى وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة كبار الضباط، ومندوب عن رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى.. ومرت الجنازة أمام حرس الشرف، يتقدمها عدد من ضباط سلاح الفرسان والجنود الحاملين باقات الورود والزهور، ومن المقرر إقامة العزاء بمسجد القوات المسلحة بمدينة نصر غدا الأحد.

وأدى عدد من القوى السياسية ومحبى سليمان أمس صلاة الغائب على روحه من مسجد البحر بدمياط بعد صلاة العصر، وخرجت جنازة رمزية يتقدمها نعش ملفوف بعلم مصر وعليه صورة سليمان.


وطالب أنصار سليمان بإطلاق اسمه على الشارع الذى كان يسكن به بشارع صلاح سالم تخليدا لذكراه ولدوره فى خدمة الوطن.


وطالبت الجماعة الإسلامية بأسيوط فى بيان لها بالتثبت من حقيقة وفاة رجل المخابرات للكشف عما إذا كانت هذه الوفاة حقيقية أم أنها محاولة للإفلات من المحاكمات التى تنتظره، أو أنها تمت للتخلص من خزينة الأسرار التى يحملها خصوصا وأنه كان ركنا لنظام نسق ونظم وتعاون مع دول أجنبية بما يضر بمصالح الشعب المصرى، وشعوب أخرى مجاورة. وقال البيان إن سليمان ارتكب جرائم تعذيب بالوكالة لصالح أجهزة مخابرات أجنبية لا تسمح قوانينها ولا أخلاقياتها المزعومة بالتعذيب.


ورفض البيان مظاهر تكريم سليمان لأنه لا ينبغى تكريم من أجرم فى حق شعبه وأمته فى حين أن مناضلى الوطن والذين أفنوا أعمارهم فى معارضة النظام السابق مازالوا يعانون الحرمان السياسى بسبب معارضتهم النظام الذى كان سليمان أحد زبانيته على حد قول البيان.


وطالب ائتلاف أقباط مصر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود والدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بفتح تحقيق رسمى فى ملابسات وفاة سليمان واصفا إياها بالغموض معبرا عن حزنه الشديد لوفاته.


واعتبر الائتلاف فى بيان له أمس أسباب وفاته جنائية وخاصة بعد شهادته الجريئة فى قضية قتل المتظاهرين وتصريحاته الأخيرة بأن معه صناديق سوداء للجماعات والأحزاب وبعض التيارات السياسية ومحاولة الاغتيال الفاشلة التى وقعت بعد أدائه حلف اليمين كنائب لرئيس الجمهورية، والتصريحات الإعلامية التى انتشرت منذ أيام عن قيام المشير باستدعائه من دبى.


ويعد سليمان الذى توفى الخميس الماضى بمستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية أحد أشهر رجال المخابرات فى الشرق الأوسط والعالم، وتمتع بمكانة عالمية بارزة بين مسئولى كافة الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وكان حريصا على دعم العلاقات بين مصر ومختلف الدول خلال الفترة الطويلة التى تولى فيها مسئولية جهاز المخابرات العامة.


وتلقى سليمان تعليمه فى الكلية الحربية عام 1951، ثم انضم إلى صفوف القوات المسلحة عام 1954، وتلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا فى أكاديمية فرونزى بالاتحاد السوفيتى وفى ثمانينات القرن العشرين حصل على شهادة البكالوريوس فى العلوم السياسية، كما حصل على شهادة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، ثم الماجستير بالعلوم العسكرية، وترقى فى عمله بالقوات المسلحة حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام فى هيئة عمليات الجيش، ثم تولى منصب مدير المخابرات الحربية حتى أسند إليه مسئولية رئاسة جهاز المخابرات العامة 22 يناير 1993 وأثناء فترة عمله رئيسًا للمخابرات تولى ملف القضية الفلسطينية بتكليف من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، الذى أسند إليه مهام الوساطة فى صفقة الإفراج عن العسكرى الإسرائيلى الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


وعين مبارك سليمان نائبا له يوم 29 يناير 2011 فى اليوم الخامس من اندلاع ثورة 25 يناير إلا أن مبارك أعلن فى 11 فبراير تنحيه عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد وانتهت بذلك فترة تولى سليمان نيابة الرئيس.


وأعلن سليمان ترشحه لرئاسة الجمهورية يوم 6 أبريل الماضى، قبل يومين من إغلاق باب الترشيح، وقال فى ذلك الوقت :" إن النداء الذى وجهتموه لى أمر، وأنا جندى لم أعص أمرًا طوال حياتى، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبى هذا النداء، وأشارك فى الترشح".


وفى يوم السبت 7 أبريل سحب سليمان أوراق ترشحه من اللجنة العليا للانتخابات التى وصل مقرها وسط حشد من مؤيديه وتعزيزات أمنية مكثفة من قبل عناصر الشرطة والقوات المسلحة، وفى اليوم التالى، وهو آخر أيام تقديم أوراق الترشح، قام بتقديم أوراق ترشحه رسميًا، قبل غلق باب التقديم بـ20 دقيقة، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت فى 14 أبريل استبعاده بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التى قدمها، ليصبح عددها الإجمالى 46 ألفًا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمى المطلوب المحدد 30 ألفًا، لكن تبين للجنة أنه جمع هذه النماذج من 14 محافظة فقط، والمطلوب ألف تأييد على الأقل من 15 محافظة.


وحصل سليمان على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات، منها وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، ونَوْط الواجب من الطبقة الثانية، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الواجب من الطبقة الأولى ونوط الخدمة الممتازة.


وترددت أنباء خلال اليومين الماضيين أن عددا من دور النشر العالمية بدأت فى إجراء اتصالات مع شخصيات مقربة من عائلة سليمان، للحصول على حق نشر مذكراته، والتى يتوقع لها أن تثير صراعا من جانب دول كبرى لمعرفة حقيقة ما يخفيه مدير المخابرات السابق، فيما أكدت مصادر أن أجهزة سيادية بدول عربية تسعى للحصول على هذه المذكرات من خلال دور النشر، وتكشف مذكرات "الجنرال" أسرار ما أطلق عليه هو بنفسه "الصندوق الأسود لـ18 عاماً فى خدمة مصر" وهى المدة التى قضاها سليمان رئيسا لجهاز المخابرات، وبينها حقيقة علاقة و"تفاهمات" جماعة الإخوان المسلمين مع نظام مبارك ورموزه وأجهزته الأمنية، كما تكشف المذكرات موقف سليمان الرافض لتوريث جمال مبارك الحكم، ومواجهته لمبارك بأخطاء الحزب الوطنى وخطورة تزوير انتخابات برلمان 2010.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق