وفاة ولي العهد السعودي
تولى ولى العهد السعودى، الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذى توفى اليوم، السبت، وزارة الدفاع قرابة خمسة عقود، اندلعت خلالها أكثر من حرب مدمرة فى الجوار المضطرب، ما دفعه إلى العمل على تطوير القدرات العسكرية للمملكة التى تتخذ منهجاً محافظاً فى خياراتها السياسية.
وأصبح الأمير، الذى توفى عن عمر يناهز السادسة والثمانين، ولياً للعهد عندما تبوأ العاهل الحالى الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق، سدة العرش فى أغسطس 2005، وأشرف كوزير للدفاع ومفتش عام، على تعزيز القوات المسلحة والخطوط الجوية المدنية كذلك.
وكان الملك الراحل فهد بن عبد العزيز (1982-2005) عين الأمير سلطان نائباً ثانياً لرئيس الوزراء العام 1982 بعد عشرين عاماً على تعيينه وزيراً للدفاع إبان عهد الملك الراحل سعود بن عبد العزيز (1953-1964).
عانى وزير الدفاع من أمراض عدة منذ 2004 وتنقل بين سويسرا والولايات لتلقى العلاج، وقالت أوساط دبلوماسية إنه كان مصاباً بالسرطان، لكن لم يعلن أبداً عن طبيعة مرضه بشكل رسمى، ومنذ نوفمبر 2008، أمضى الأمير سلطان وقته متنقلاً بين الولايات المتحدة لتلقى العلاج والمغرب لقضاء فترة النقاهة، وعاد إلى البلاد فى نوفمبر 2010 قبل أن يغادر الملك عبد الله بدوره إلى الولايات المتحدة، حيث أمضى ثلاثة أشهر لتلقى العلاج أيضاًَ.
وتثير الأوضاع الصحية الحساسة للملك وكبار أعضاء العائلة الحاكمة تساؤلات حول الوراثة فى المملكة التى تلعب دوراً مهماً فى الشرق الأوسط، فضلاً عن أنها أكبر منتج ومصدر للنفط فى العالم.
وأمر الملك عبد الله بتعيين وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس الوزراء فى مارس 2009 تلافياً لفراغ محتمل فى المناصب العليا، وضمان الوراثة بشكل تسلسلى.
ولعب الأمير سلطان دوراً كبيراً فى توطيد سلطة العائلة الحاكمة طوال خمسة عقود أو أكثر، خصوصاً كوزير للدفاع، وذلك رغم ما أثير فى الإعلام الخارجى من معلومات تتعلق بصفقات السلاح.
وأشارت إليه وسائل الإعلام الغربية لدى تطرقها إلى صفقات الأسلحة بواسطة رجل الأعمال عدنان الخاشقجى فى السبعينيات، ونجله الأمير بندر خلال الثمانينيات مع توقيع عقد "اليمامة" الضخم مع بريطانيا وقيمته عشرات مليارات الدولارات.
وكان تعاونه عاملاً حاسماً فى حملة عاصفة الصحراء التى أخرجت قوات الرئيس العراقى الراحل صدام حسين من الكويت فى فبراير 1991، رغم معارضته فى أول الأمر شن القوات الأمريكية الحرب انطلاقا من أراضى المملكة.
كما أعرب عن معارضته لمشاركة القوة الأمريكية المتمركزة فى قاعدة الأمير سلطان جنوب الرياض فى حرب العراق ربيع العام 2003.
أشرف الأمير سلطان على معركة الحرم المكى، حيث تحصن جهيمان العتيبى ومئات المسلحين فى ديسمبر 1979.
وللأمير سلطان ستة أشقاء من الأميرة حصة السديرى، أبرزهم الملك فهد ووزير الداخلية الأمير نايف وحاكم الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز.
وأول منصب تولاه عندما بدا نجمه فى البروز كان حاكم الرياض العام 1947 قبل تعيينه طوال عقد من الزمن وزيرا للزراعة ومن ثم للمواصلات.
وتزوج سلطان بن عيد العزيز سبع نساء أنجب منهن 37 ولداً يتولى بعضهم مسئوليات إدارية مهمة فى المملكة، بحسب ما تذكره مواقع إلكترونية ومصادر بيوغرافية.
ونجله البكر الأمير خالد بن سلطان مساعد لوزير الدفاع، حيث يتولى المهام اليومية منذ سنوات عدة، كما أنه ناشر صحيفة "الحياة" العربية الصادرة فى لندن منذ العام 1988، أما الأمير بندر بن سلطان، فأشرف على العلاقة مع الولايات المتحدة قرابة 22 عاما (1983-2005) مقيماً علاقات وثيقة مع كبار المسئولين، خصوصا عائلة الرئيس جورج بوش.
يشار إلى أن الأمير سلطان قام بتأسيس ودعم الكثير من الهيئات الاجتماعية والطبية التى تقدم خدمات مجانية ومساعدات فى هذا المجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق