فى لحظة تاريخية جديدة يعيشها الشعب الليبى، أعلن الثوار عن نهاية أسطورة الطاغية معمر القذافى، والتى استمرت 42 عاما.
القذافى الذى لقب نفسه بـ"ملك ملوك أفريقيا" كان مجيئه للحكم وذهابه عنه أيضا نتيجة انقلاب، فالأول كان إثر انقلاب عسكرى، بينما الثانى كان انقلابا شعبيا جمع غالبية أطياف الشعب الليبى، انطلقت شرارته الأولى فى يوم 17 فبراير لتعلن ليبيا بدء ثورتها التى رفضت الانتهاء منها إلا بعد القضاء عليه تماما.
ثوار ليبيا طهرو أرضهم "شبر شبر" "دار دار" "زنجا زنجا"، حتى تمكنوا من الوصول إلى رأس الأفعى فى آخر زنجة استطاع أن يحتمى فيها، لتكون نهايته فى مسقط رأسه مدينة سرت، التى وصفها بعد نجاح الثورة وسقوط طرابلس بأنها عاصمة ليبيا الجديدة، وأنها ستكون مقبرة لهم، إلا أن العكس هو ما حدث بعد أن تمكنوا من السيطرة على المدينة والقبض عليه فيها اليوم، بعد أن وجد فى إحدى الحفر فى المدينة مختبئا كـ"الجرذان" مترجيا الثوار بألا يطلقوا النار عليه، حسب رواية أحد المقاتلين.
استولى العقيد معمر القذافى على الحكم فى ليبيا إثر انقلاب عسكرى فى 1 سبتمبر1969، أطلق عليه اسم "ثورة الفاتح " من سبتمبر، عندما كان "ملازم" فى الجيش الليبى، وأطاح من خلاله بحكم الملك إدريس الأول والذى وصفه الثوار بعد نجاح ثورتهم بأنه فى مزبلة التاريخ، محولين الأول من سبتمبر إلى يوم لجمع القمامة لقتل هذه الذكرى تماما.
وبنى القذافى نظاما غريب الأطوار لا نظير له فى العالم على الإطلاق، ليس بالجمهورى ولا الملكى، وإنما هو مزيج من أنظمة قديمة وحديثة، وهو يدعى أنه لا يحكم وإنما يقود ويتزعم، ولكن الواقع يشير إلى أنه يكرس كل الصلاحيات والمسئوليات فى يديه.
أطلق القذافى على نظام حكمه عام 1977 اسم "الجماهيرية"، الذى لم يوصف بالنظام الرئاسى ولا الملكى، كما أنه نفسه كان يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ سنة 1969، وشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة فى الفترة ما بين 1969 -1977.
حاول القذافى بعد سنوات من بدء حكمه إعلان الوحدة مع تونس كما حدث بين مصر وسوريا، إلا أن محاولاته جميعها باءت بالفشل الذريع، فتحول من مشروعه القومى العربى إلى مشروع أفريقى، وسمى نفسه "ملك ملوك أفريقيا، حيث قام بتجميع أكثر من 200 من الملوك والزعماء التقليديين فى أفريقيا بإطلاق لقب "ملك ملوك أفريقيا".
والتقى الحكام الأفارقة بتيجانهم الذهبية وأزيائهم الملونة فى مدينة بنغازى الليبية فى أول تجمع من نوعه، ودعا القذافى المجتمعين إلى الانضمام لحملته من أجل تحقيق الوحدة الأفريقية، وقد أعرب الزعماء الأفارقة عن دعمهم لرؤية القذافى الداعية إلى دمج سلطاتهم فى حكومة واحدة.
أثارت أفكار القذافى التى يطرحها الكثير من الجدل والاستهجان من قبل الكثير داخل وخارج ليبيا، خاصة بعد استفرداه بالقرار فى البلاد لمدة تزيد عن 4 عقود واتهامه مع عائلته بتهم الفساد وهدر مقدرات البلاد لسنين طوال وقمع الحريات العامة، بالرغم مما يطرحه من فكر جماهيرى بالمشاركة بالسلطة.
وقد وصفته برقية صادرة من سفير الولايات المتحدة فى طرابلس جين كريتز فى عام 2009 بأنه شخصية زئبقية وغريب الأطوار، يعانى من عدة أنواع من الرُهاب، يحب رقص الفلامنكو الأسبانى وسباق الخيل، يعمل ما بدا له ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء. وتضيف البرقية أن القذافى يصاب بنوبة من الخوف اللاإرادى من المرتفعات، لذلك فهو يخشى الطوابق العليا من البنايات، كما أنه يفضل عدم الطيران فوق الماء.
ارتبط اسم القذافى بعدد من القضايا الشائكة فى عهده، بعضها تعلق بإبادة وقتل المعارضين وعلى رأسهم موسى الصدر الذى دار الكثير من الجدل حول اختفائه هو ومن كان معه فى ليبيا، أثناء زيارته لمعمر القذافى بالإضافة إلى المعارض الليبيى منصور الكيخيا.
ثانى قضية وهى "لوكربى" التى تعتبر أخطر التحديات التى واجهها معمر القذافى، فلم يكن بيد الغرب يوما ما حجّة قويّة يمكن أن يستخدمها ضد ليبيا فى صراعه معها كهذه القضية، ليس لكفاية الدليل فيها بل لأن الغرب استطاع الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولى يلزم ليبيا بتسليم اثنين من مواطنيها مشتبه فى ضلوعهما فى الحادث، والقرار فى ذاته لا يشكل ضغطا كبيرا على ليبيا غير أن صيغته التى قدّمتها الدولتان بالإمكان تطويرها بصورة يمكن أن تصل إلى حد العمل العسكرى ضد ليبيا تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
كما ارتبط اسمه بقضية الممرضات البلغاريات اللاتى جئن أصلا إلى ليبيا بحثا عن الرواتب الرفيعة، فانتهى بهن الأمر سجينات مع طبيب فلسطينى بتهمة حقن 436 من أطفال بنغازى بفيروس الإيدز.
وكما حامت الشكوك ابتداء حول مصداقية اتهامات العقيد للممرضات البلغاريات فقد كانت نهاية القصة أقل مصداقية وأكثر شبهة وإثارة للجدل، حين انتهت بعفو عنهن مقابل تعويض نحو نصف مليار دولار من قبل بلغاريا لأسر الأطفال المصابين.
لكن البلغاريين أكدوا أنهم لم يدفعوا فلسا واحدا لليبيين قبل أن تتكشف معلومات أخرى بأن العقيد هو من حول أموال الصفقة لتعاد إليه من جديد.
من أشهر اللقطات فى حياة القذافى خطابه فى الأمم المتحدة فى 23 سبتمبر 2009، حيث زار مقر الأمم المتحدة وتحدث أمام الجمعية العمومية فى خطاب مدته ساعة ونصف، وفى كلمته وهى الأولى له أمامها بعد أربعة عقود من حكمه، أعاد القذافى التعبير عن عبثية هذه المنظمة ليقوم بخطوة رمزية تعبر عند مدى السخط والاحتجاج على عبثية هذه المنظمة الشاسعة والمحكومة للغرب عامة وللولايات المتحدة الأمريكية خاصة، بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة الذى لم تتحقق منه مجرد ديباجته بالادعاء بأن سبب وجود الأمم المتحدة الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
لم يفلت القذافى من وثائق ويكليكيس التى قالت إنه يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار، وهى ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 البالغة 22 مليار دولار.
كان القذافى الرئيس الوحيد فى العالم الذى اشتهر بحمايته من قبل الحارسات الشخصيات إلى جانب الملابس غير المألوفة والخيمة العربية، فهذه الثلاثة مظاهر ارتبطت بالزعيم الليبى معمر القذافي، ولفتت الأنظار إليه فى زياراته لدول العالم المختلفة.
وجاء اختيار العقيد القذافى للنساء لحمايته متناقضا مع تصوراته المعلنة عن المرأة، وتأكيداته المكررة فى كتابه الأخضر أن "مكان النساء هو البيوت لأن تكليفهن بوظائف الرجال يفقدهن أنوثتهن وجمالهن".
لدى القذافى مؤلفات عدة أبرزها الكتاب الأخضر، وكتب أخرى تحت عناوين: آراء جديدة فى السوق والتعبئة ومبادئ الحرب، شروح الكتاب الأخضر المركز العالمى لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، القرية، القرية، الأرض"، "انتحار رائد الفضاء"، "تحيا دولة الحقراء"، و" اسراطين الكتاب الابيض".
القذافى الذى لقب نفسه بـ"ملك ملوك أفريقيا" كان مجيئه للحكم وذهابه عنه أيضا نتيجة انقلاب، فالأول كان إثر انقلاب عسكرى، بينما الثانى كان انقلابا شعبيا جمع غالبية أطياف الشعب الليبى، انطلقت شرارته الأولى فى يوم 17 فبراير لتعلن ليبيا بدء ثورتها التى رفضت الانتهاء منها إلا بعد القضاء عليه تماما.
ثوار ليبيا طهرو أرضهم "شبر شبر" "دار دار" "زنجا زنجا"، حتى تمكنوا من الوصول إلى رأس الأفعى فى آخر زنجة استطاع أن يحتمى فيها، لتكون نهايته فى مسقط رأسه مدينة سرت، التى وصفها بعد نجاح الثورة وسقوط طرابلس بأنها عاصمة ليبيا الجديدة، وأنها ستكون مقبرة لهم، إلا أن العكس هو ما حدث بعد أن تمكنوا من السيطرة على المدينة والقبض عليه فيها اليوم، بعد أن وجد فى إحدى الحفر فى المدينة مختبئا كـ"الجرذان" مترجيا الثوار بألا يطلقوا النار عليه، حسب رواية أحد المقاتلين.
استولى العقيد معمر القذافى على الحكم فى ليبيا إثر انقلاب عسكرى فى 1 سبتمبر1969، أطلق عليه اسم "ثورة الفاتح " من سبتمبر، عندما كان "ملازم" فى الجيش الليبى، وأطاح من خلاله بحكم الملك إدريس الأول والذى وصفه الثوار بعد نجاح ثورتهم بأنه فى مزبلة التاريخ، محولين الأول من سبتمبر إلى يوم لجمع القمامة لقتل هذه الذكرى تماما.
وبنى القذافى نظاما غريب الأطوار لا نظير له فى العالم على الإطلاق، ليس بالجمهورى ولا الملكى، وإنما هو مزيج من أنظمة قديمة وحديثة، وهو يدعى أنه لا يحكم وإنما يقود ويتزعم، ولكن الواقع يشير إلى أنه يكرس كل الصلاحيات والمسئوليات فى يديه.
أطلق القذافى على نظام حكمه عام 1977 اسم "الجماهيرية"، الذى لم يوصف بالنظام الرئاسى ولا الملكى، كما أنه نفسه كان يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ سنة 1969، وشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة فى الفترة ما بين 1969 -1977.
حاول القذافى بعد سنوات من بدء حكمه إعلان الوحدة مع تونس كما حدث بين مصر وسوريا، إلا أن محاولاته جميعها باءت بالفشل الذريع، فتحول من مشروعه القومى العربى إلى مشروع أفريقى، وسمى نفسه "ملك ملوك أفريقيا، حيث قام بتجميع أكثر من 200 من الملوك والزعماء التقليديين فى أفريقيا بإطلاق لقب "ملك ملوك أفريقيا".
والتقى الحكام الأفارقة بتيجانهم الذهبية وأزيائهم الملونة فى مدينة بنغازى الليبية فى أول تجمع من نوعه، ودعا القذافى المجتمعين إلى الانضمام لحملته من أجل تحقيق الوحدة الأفريقية، وقد أعرب الزعماء الأفارقة عن دعمهم لرؤية القذافى الداعية إلى دمج سلطاتهم فى حكومة واحدة.
أثارت أفكار القذافى التى يطرحها الكثير من الجدل والاستهجان من قبل الكثير داخل وخارج ليبيا، خاصة بعد استفرداه بالقرار فى البلاد لمدة تزيد عن 4 عقود واتهامه مع عائلته بتهم الفساد وهدر مقدرات البلاد لسنين طوال وقمع الحريات العامة، بالرغم مما يطرحه من فكر جماهيرى بالمشاركة بالسلطة.
وقد وصفته برقية صادرة من سفير الولايات المتحدة فى طرابلس جين كريتز فى عام 2009 بأنه شخصية زئبقية وغريب الأطوار، يعانى من عدة أنواع من الرُهاب، يحب رقص الفلامنكو الأسبانى وسباق الخيل، يعمل ما بدا له ويزعج الأصدقاء والأعداء على حد سواء. وتضيف البرقية أن القذافى يصاب بنوبة من الخوف اللاإرادى من المرتفعات، لذلك فهو يخشى الطوابق العليا من البنايات، كما أنه يفضل عدم الطيران فوق الماء.
ارتبط اسم القذافى بعدد من القضايا الشائكة فى عهده، بعضها تعلق بإبادة وقتل المعارضين وعلى رأسهم موسى الصدر الذى دار الكثير من الجدل حول اختفائه هو ومن كان معه فى ليبيا، أثناء زيارته لمعمر القذافى بالإضافة إلى المعارض الليبيى منصور الكيخيا.
ثانى قضية وهى "لوكربى" التى تعتبر أخطر التحديات التى واجهها معمر القذافى، فلم يكن بيد الغرب يوما ما حجّة قويّة يمكن أن يستخدمها ضد ليبيا فى صراعه معها كهذه القضية، ليس لكفاية الدليل فيها بل لأن الغرب استطاع الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولى يلزم ليبيا بتسليم اثنين من مواطنيها مشتبه فى ضلوعهما فى الحادث، والقرار فى ذاته لا يشكل ضغطا كبيرا على ليبيا غير أن صيغته التى قدّمتها الدولتان بالإمكان تطويرها بصورة يمكن أن تصل إلى حد العمل العسكرى ضد ليبيا تطبيقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
كما ارتبط اسمه بقضية الممرضات البلغاريات اللاتى جئن أصلا إلى ليبيا بحثا عن الرواتب الرفيعة، فانتهى بهن الأمر سجينات مع طبيب فلسطينى بتهمة حقن 436 من أطفال بنغازى بفيروس الإيدز.
وكما حامت الشكوك ابتداء حول مصداقية اتهامات العقيد للممرضات البلغاريات فقد كانت نهاية القصة أقل مصداقية وأكثر شبهة وإثارة للجدل، حين انتهت بعفو عنهن مقابل تعويض نحو نصف مليار دولار من قبل بلغاريا لأسر الأطفال المصابين.
لكن البلغاريين أكدوا أنهم لم يدفعوا فلسا واحدا لليبيين قبل أن تتكشف معلومات أخرى بأن العقيد هو من حول أموال الصفقة لتعاد إليه من جديد.
من أشهر اللقطات فى حياة القذافى خطابه فى الأمم المتحدة فى 23 سبتمبر 2009، حيث زار مقر الأمم المتحدة وتحدث أمام الجمعية العمومية فى خطاب مدته ساعة ونصف، وفى كلمته وهى الأولى له أمامها بعد أربعة عقود من حكمه، أعاد القذافى التعبير عن عبثية هذه المنظمة ليقوم بخطوة رمزية تعبر عند مدى السخط والاحتجاج على عبثية هذه المنظمة الشاسعة والمحكومة للغرب عامة وللولايات المتحدة الأمريكية خاصة، بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة الذى لم تتحقق منه مجرد ديباجته بالادعاء بأن سبب وجود الأمم المتحدة الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
لم يفلت القذافى من وثائق ويكليكيس التى قالت إنه يتصدر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار، وهى ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا للعام 2011 البالغة 22 مليار دولار.
كان القذافى الرئيس الوحيد فى العالم الذى اشتهر بحمايته من قبل الحارسات الشخصيات إلى جانب الملابس غير المألوفة والخيمة العربية، فهذه الثلاثة مظاهر ارتبطت بالزعيم الليبى معمر القذافي، ولفتت الأنظار إليه فى زياراته لدول العالم المختلفة.
وجاء اختيار العقيد القذافى للنساء لحمايته متناقضا مع تصوراته المعلنة عن المرأة، وتأكيداته المكررة فى كتابه الأخضر أن "مكان النساء هو البيوت لأن تكليفهن بوظائف الرجال يفقدهن أنوثتهن وجمالهن".
لدى القذافى مؤلفات عدة أبرزها الكتاب الأخضر، وكتب أخرى تحت عناوين: آراء جديدة فى السوق والتعبئة ومبادئ الحرب، شروح الكتاب الأخضر المركز العالمى لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، القرية، القرية، الأرض"، "انتحار رائد الفضاء"، "تحيا دولة الحقراء"، و" اسراطين الكتاب الابيض".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق