الاثنين، 10 أكتوبر 2011

احداث ماسبيرو الان

جانب من الأحداث 

انطلق آلاف الأقباط من أمام الكاتدرائية بالعباسية فى مسيرة إلى المستشفى القبطى برمسيس، وذلك للمطالبة بسرعة الانتهاء من إجراءات تصاريح الدفن لعدد 17 جثة محتجزة بمشرحة المستشفى القبطى.
وردد المتظاهرون هتافات "ينجيب حقهم يا نموت زيهم.. ويسقط يسقط حكم العسكر".  
ودعت الكنيسة القبطية ظهر اليوم 4 من ضحايا أحداث ماسبيرو، وسط مشاعر من الحزن والغضب القبطى الذى لم ينقطع طوال صلاة القداس الإلهى، الذى ترأسه قداسة البابا شنودة الثالث.
ونقل الأنبا يوأنس، سكرتير البابا، تعزية الكنيسة لأسر الضحايا، مشيرا إلى أنهم فى انتظار الآخرين الذين تم تحويلهم إلى المشرحة لكشف ما تعرضوا له من اعتداءات بعد تشريح أجسادهم.
وأعلن أن الكنيسة تدعو الشعب القبطى فى العالم أجمع للصوم والصلاة 3 أيام بدءا من غد الثلاثاء، حتى يرفع الله المعاناة عن الأقباط.
وتحدث الأنبا موسى، أسقف الشباب، موجها كلمته لآلاف الأقباط الذين حضروا لتشييع الجثامين، قائلا "إن كلمة اليوم ليست كلمة عزاء بل كلمة وداع، وأن شهداء الكنيسة من شبابنا هم الآن فى مكان أفضل وأرواحهم معنا كما هى فى السماء"، مشيرا إلى "أن البابا شنودة يتألم من آلام أبنائه ولكن ليس لنا عزاء إلا الله وحده".
وعقب انتهاء صلاة القداس خرج الآلاف من الأقباط فى مسيرة حاشدة من داخل الكاتدرائية المرقسية، يهتفون ضد المجلس العسكرى، مرددين "مش عايزينها عسكرية..مدنية مدنية"، وخرج الآلاف أمام الكاتدرائية المرقسية فى مسيرة أخرى يرفعون لافتات تقول "فى ذكرى أكتوبر 30 شهيد قبطى".
وأصيب بعض الأقباط بحالات من الإغماء نتيجة للأجواء الحزينة التى خيمت على مراسم تشييع الجنازة، فيما حمّل الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى المشير محمد حسين طنطاوى مسئولية دماء الشهداء لتقصيره فى معالجة قضايا الأقباط.
ومن جانب آخر، شارك عدد من المسلمين والفتيات المحجبات فى مسيرة الغضب التى انطلقت من داخل الكاتدرائية إلى شارع رمسيس، للمطالبة بالتحقيق فى أحداث مقتل وإصابة العشرات من الأقباط.
كما شارك فى تشييع جنازة الضحايا كل من عمرو موسى وبثينة كامل المرشحان المحتملان لرئاسة الجمهورية، ومحمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، والإعلامية جميلة إسماعيل، ورجل الأعمال رامى لكح، والدكتورة جورجيت قللينى، والدكتور عماد جاد، والدكتور شريف دوس، والمهندس مايكل منير، وممدوح حمزة، وجورج إسحاق، والدكتور عبد الجليل مصطفى، وكريمة الحفناوى، والدكتور محمود العلايلى، والدكتور عمرو حمزاوى.
وانضم العشرات من المسلمين لمسيرة الأقباط ورفعوا المصاحف تأييدا لحقوق الأقباط ورفض حكم العسكر.
من جانبه، قال الأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة، إن ما ردده الإعلام المصرى عن حمل الأقباط السلاح غير صحيح، فهم خرجوا فى مظاهرة سلمية للتعبير عن حقوقهم، وللمرة الأول بعد الثورة يقوم الجيش بهذه الأعمال بمداهمة المتظاهرين السلميين بالمدرعات، وهذا أمر لا يتحمله أحد، مؤكداً أن الكنيسة والأقباط قدما الكثير من مشاعر المودة لهذا الوطن للحفاظ عليه، ولكن الدولة دائما ما ترد بتجاهل حقوقهم وإغفال القانون فى محاكمة المسئولين.
بينما قال الدكتور أحمد عبد النبى مدير مستشفى معهد ناصر، إن المستشفى استقبل أمس 87 مصابا جراء الاشتباكات التى وقعت أمام ماسبيرو، بينهم 45 مصابا من القوات المسلحة، بالإضافة إلى 27 مجند أمن مركزى، لافتا إلى أنه تم نقل جميع المصابين التابعين للقوات المسلحة صباح اليوم إلى المستشفيات الخاصة بها، من بينهم حالتان أصيبا بطلقات نارية.
وأضاف أنه تم تسجيل حالتى وفاة، الأولى لرومانى مكارى جرجس بالإضافة إلى أحمد محمد حسن، والذى وصل إلى المستشفى متوفيا فى تمام السابعة والنصف صباحا، وغالبا توفى نتيجة حادث لا علاقة له بالأحداث، إلا أنه تم احتسابه ضمنهم بسبب توقيت حضوره للمستشفى، مشيرا إلى أنه وصل للمستشفى 4 جثث فى سيارة إسعاف إلا أنه لم يستطع استقبالهم بسبب امتلاء ثلاجة المتوفين بالمستشفى، فتم توجيههم إلى مستشفى شبرا العام، علما بأن المتوفين الذين تم تسجيلهم توفوا خارج المستشفى.
كمال أشار إلى أنه لم يتبق سوى حالتين، وهما وائل صابر نسيم مصاب بقطع بآلة حادة فى الرقبة ويرقد بالعناية المركزة، بالإضافة إلى أحمد صلاح على يوسف الذى يبلغ من العمر 17 عاما، ومصاب بجروح قطعية فى الذراع والفخذ، لافتا إلى أن حالتهما مستقرة ومن المرجح أن يغادرا المستشفى خلال اليومين المقبلين على الأكثر.
ومن ناحية أخرى، التقى "اليوم السابع" بوائل صابر نسيم، والذى أكد أنه كان متوجها إلى بيته بالمعادى بعد انتهاء خدمته فى كنيسة روض الفرج، إلا أنه فوجئ بالاعتداء عليه من قبل بعض البلطجية، قائلا إن أحد البلطجية قال له" انت مسيحى"، وعندما أجابه بنعم ضربه بالعصى ثم قام بعض البلطجية بضربه بالأسلحة البيضاء، وأضاف أن شخصين وأمين شرطة حاولوا إنقاذه بصعوبة شديدة، حيث وضعوه فى إحدى السيارات لتنقله إلى أقرب إسعاف، لكن البلطجية ضربوه بالطوب والعصى وسرقوا كل متعلقاته، إلا أن سائق السيارة استطاع توصيله إلى أقرب سيارة إسعاف والتى نقلته إلى معهد ناصر.
أما محمد ربيع، مجند أمن مركزى، والذى كان يستعد لمغادرة المستشفى بعد إتمام علاجه، فأكد أنهم كانوا مأمورين بالوقوف أمام مبنى ماسبيرو منذ التاسعة صباحا، إلا أنهم فوجئوا عقب السادسة مساء بعدد من المتظاهرين يطلقون النيران على جنود الجيش، مما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم، فبدأ الجيش بضربهم، وحول إصابته قال ربيع إنه ذهب لإسعاف زميل له تم طعنه بمطواة، إلا أنه فوجئ بأحد الأشخاص يضربه بعنف بماسورة حديدية على جنبه، مما أدى إلى نقله للمستشفى.
وبدوره قال الدكتور حليم رياض، نائب مستشفى بولاق العام بمنطقة غرب القاهرة الطبية، إنه كان آخر استقبال لحالات المصابين فى أحداث ماسبيرو الساعة 12 بعد منتصف الليل، وأنه تم استقبال 15 حالة من المصابين، وتم عمل الإسعافات الأولية لـ12 شخصا منهم، حيث كانت إصاباتهم بسيطة تراوحت بين خدوش وكدمات وجروح سطحية وتم خروجهم بناء على طلبهم.
وأضاف حليم أنه كان هناك 3 حالات خطرة وتدخل ضمن الحالات الحرجة مصابة بطلق نارى تم تحويلها بمعرفة قوات الشرطة العسكرية إلى مستشفى لا نعلمها، حيث إن الحالات كانت تستدعى نقل دم وإسعافات متطورة وهذه ليست فى إمكانيات المستشفى، فى حين أكد بعض العاملين بمستشفى بولاق أن الحالات جاءت بصحبة قوات الشرطة العسكرية وتم تحويلها أيضا بمعرفة القوات المسلحة، وهناك بعض الحالات التى تم تحويلها لمستشفى معهد ناصر.
كما شهدت هيئة النظافة وتجميل القاهرة مصرع أحد سائقيها أمس، أثناء رفع كافة آثار حادث اعتداء المتظاهرين على قوات الشرطة العسكرية أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وأفادت المعلومات الأولية، أن مجهولين ألقوا الحجارة على السائق أثناء اقتياده سيارة المياه لتنظيف الشوارع، وتم نقله إلى مستشفى المنيرة بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، وتم تحرير محضر بالواقعة بقسم قصر النيل واختيار النيابة لاستكمال إجراءات الدفن.
وأكد اللواء سيف الإسلام نائب المحافظ للمنطقة الغربية، أنهم فوجئوا بمقتل سمير خليل أمين (50 سنة) سائق بهيئة النظافة، وذلك أثناء اقتياد سيارة المياه لتنظيف الشوارع ورفع المخلفات، ابتداء من مبنى ماسبيرو حتى ميدان عبد المنعم رياض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق